القضية الفلسطينية أرثًا للمغاربة يتناقله الأجيال
بقلم وفاء بهاني
فلسطين – الأنظمة زائلة والشعب حي باقٍ، فقلبًا وقالبًا يقف الشعب المغربي منذ بداية القضية الفلسطينية زنهارًا لا يمل ولا يكل من إظهار مدى ترابطه ونصرته للفلسطينيين. فالشعب بأثره وكافة طوائفه، وطبقاته. على العهد دومًا لنصرة إخوتهم في الدم في فلسطين الحبيبة. فأولى القبلتين وثالث الحرمين هي حقًا لكل فلسطيني. وكل عربي، فالمحتل المغتصب لا يمثل سوى غبارٍ على أحذية أحد المارة الفلسطينيين بشوارع القدس بالنسبة لهم.
فكم من مسيرة مؤيدة. وكم من شابًا يثور عبر منصات التواصل مظهرًا مدى دفاعه المستميت عن القضية. وكم أمًا مغربيةً ترقرقت الدموع من أعينها حين سمعت أو رأت أي من الفظائع التي يرتكبها هؤلاء الصهاينة في عزلٍ، أو أطفالًا لم تبلغ الرشد، أو حتى عجائز تتكئ على العصا.
المغاربة يدعمون القضية منذ بدايتها
لا يقبل الشعب المغربي أن يفرط في شبر من أرض فلسطين. فهم ليسوا مساندين فقط، بل هم ممن يعتبرون أنفسهم أصحاب القضية. شأنهم شأن أي عربي حر. تجري في عروقه تلك الدماء التي تربط العرب ببعضهم منذ بداية الخليقة.
ليس من الآن، أو من أمس أو من عام والمغاربة يبدون ويقفون بجانب الفلسطينيين في القضية. بل التاريخ لا ينسى وصفحاته على الدوام تسجل كل موقفًا يصدر من عربي تجاه القضية الفلسطينية. فالمغاربة ليس بالهتاف فقط يؤيدون القضية. بل مشهودًا لهم بالحضور في القدس العظيم لدعم القضية، نعم منهم من كان يشد الرحال إلى القدس للجهاد والدفاع عن قضيتنا، فكما ذكرت التاريخ لا ينسى شيئًا.
فمنذ حرب 48 والمغاربة منهم من سالت دمائه على أرض الحبيبة فلسطين، فضحوا بالأرواح، وما أغلى من الأرواح!
فمن قديم الزمن وتنقلت إليه القضية وراثة من جيل إلى جيل تأصلت في دمه، فلا عجبًا من أن يقف هذا الشعب المغربي هاتفًا بعلو صوته مساندًا إلى القضية في كل موقفًا استدعى لذلك. على الرغم من أن الكثير من الأنظمة العربية تقف صامتة بل عمياءً صماءً عن أخواتها فيبلد القدس.
فلسطين أمانة والتطبيع خيانة
القضية الفلسطينية متأصلة بدم الشعب المغربي. فأجداد المغاربة قد ضحوا بأرواحهم من أجل القدس، من أجل فلسطين. فلا استكثر على الإطلاق أن يصرخ هذا الشعب في وجه أي كيانًا. أو نظامًا عربيًا، أو دوليًا ويقول أرض فلسطين لفلسطين، والتطبيع خيانة.
ففلسطين بالنسبة إلى الشعب المغربي هي كل فلسطين. فهم يرفضون التقسيم، فهم يرفضون لهؤلاء الصهاينة يرفضون تواجدهم. فالمسيرات والحشود التي خرجت وملأت الشوارع المغربية رافضة بهذا التطبيع، ورافضة أن يتم الاعتراف بهؤلاء على أنهم دولة، هو ما يدل على كم يحمل هذا الشعب من حبًا للقدس، كم يود هذا الشعب أن يصحى العرب ويتكاتفوا ويساندوا إخوتهم الفلسطينيين الذين بالنسبة لهم أبطالًا ورموزًا للصمود، وهم أولى وأحق أن نفخر بهم، بل نضعهم تيجانًا على الجبين تكريمًا لهم بما مروا به.
الهوية العربية تدفع المغاربة لمساندة القضية رغم التطبيع
لقد علم الآباء والأجداد أجيال المغاربة أن قضية فلسطين أرثًا لهم، فكما ساندها أجدادهم منذ بدايتها، سيتم مساندتها من جيلها الحالي، وسيتم تأصيلها وغرسها من هذا الجيل إلى الأطفال، والنشء، فهي أرثًا يتداول عبر الدم، والنخوة، لا يمكن قطعه بل هو موصولًا إلى يوم زوال هذا الدنس الصهيوني من أرضنا الحبيبة، مهما طبعت الأنظمة فالشعب يعلنها صراحة، أن هويته العربية والإسلامية تحرم عليه التطبيع، وتجعل نصرة إخوانهم في فلسطين واجبًا دينيًا.
فمهما كان حجم الاتفاقيات أو الصفقات المبرمة بين الأنظمة، فلن يغير هذا الأمر ذرةً في موقف المغاربة عن قضيتهم، هذا هو ما ينبع من قلوبهم، فكلمة أعجبتني من أحد المحتشدين في مسيرة من المسيرات التي يقوم بها المغاربة مساندين أخوتهم في الدم من فلسطين، فالإنسان لا يملك قلبًا واحد، والمغاربة لا يملكون إلا القضية الفلسطينية، فالقضية دومًا كما كانت فيما سبق في القلب، فهما تبدلت الأحوال، وتعاقبت الأجيال، فستظل المغرب على عهدها، برجالها وشبابها، وشيوخها وأمهاتها داعمين للقضية الفلسطينية، ومعترفين بحق الفلسطينيين بكل شبر في أرضهم، وأن هذا الكيان مهما طال الزمان سيكون مصيره أحد صفحات المخلفات من صفحات التاريخ الذي سيقوم الفلسطينيين بحرقها.
حول الشعب المغربي ذكرى التطبيع لكابوس للمطبعين، وأظهر حبه ودعمه للقضية الفلسطينية
المنتخب المغربي أثبت على مرأى وسمع العالم أجمع في قلب المونديال القطري تأييده إلى القضية الفلسطينية، ورفعه إلى عالم فلسطين. وصيحات الجمهور المغربي باسم فلسطين والقدس التي أطربت آذان من يحمل هذه القضية في قلبه من المشاهدين. وأرعدت أذن كل منطبع ونسى هذه القضية المجيدة، يضرب الشعب المغربي أروع مثل للمآخاة والدعم للقضية بخروجه في ذكرى التطبيع الثانية بحشود غفيرة في الشوارع والميادين رافعًا علم فلسطين، يرفض ويستنكر هذا التطبيع مع هذا الكيان الخسيس.
وبموقفه هذا أعلن معدن هذا الشعب العظيم وشعوره نحو القضية الفلسطينية وكأنه يقول مهما تغيرت الأحوال، وتقلب الزمان سنظل العهد دومًا بأن فلسطين لشعب فلسطين والقدس عربيًا، وهذا ما ورثناه من أجدادنا، وسنغرسه في أعماق أبناءنا فدمتم شعبًا شجاعًا لا يخاف الأهوال، وينطق بالحق في كل الأحوال