سكاف: من كتب بداية حرب غزة لن يكتب نهايتها
أشار النائب الدكتور غسان سكاف إلى أن غيابه عن السياسة منذ فترة “مرده إلى أسباب صحية اضطرته إلى الابتعاد عن السياسة لفترة وجيزة”.
ورأى في حديث إذاعي ان “من كتب بداية حرب غزة لن يكتب نهايتها، بدءا من إيران حيث نرى ان هناك مخططا بعد انتخاب رئيس إصلاحي، يشير الى رغبة غير معلنة للمرشد الأعلى بإجراء تغيير في السياسة الخارجية لمواجهة احتمال فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الاميركية”.
وأضاف: “في فرنسا نتائج الانتخابات التشريعية ستحمل أقصى اليمين الى السلطة، ما سيعني حتما تغييرا في السياسة الفرنسية التي اعتمدها الرئيس ماكرون، وصولا الى تقييد حركته تجاه حرب غزة، وايضا سيطال التغيير موضوع الشغور الرئاسي في لبنان بدءا من مبعوث الرئيس الفرنسي لودريان، وصولا الى اللجنة الخماسية الدولية”.
وأردف: “يتحدثون عن حرب شاملة، أنا اقول يجب تغيير المفردات، لن تكون هناك حرب شاملة في المنطقة، لا اميركا ولا ايران يريدان الحرب الشاملة، في لحظة ضعف إدارة الرئيس بايدن وضعف حملته الانتخابية، لا مصلحة لأميركا في الحرب الشاملة. كما أن الحرب الشاملة ستحرج إيران ايضا، التي ستجد نفسها مضطرة الى لعب جميع أوراقها، لأن ما يقبله الإيرانيون ل“حماس” في غزة، لن يقبلوه ل “حزب الله“ في لبنان، وشهدنا الرد الصاروخي الإيراني في 14 نيسان المنصرم والذي كان رسالة مفادها ان ضرب العمق الاسرائيلي سيصبح واردا وممكنا إذا خرق الاسرائيليون المحرمات، وبالنسبة لإيران ضرب “حزب الله” هو من المحرمات”.
وقال: “ايضا، اسرائيل تخشى دخول ايران في حرب مباشرة الى جانب حزب الله وتدخل أذرعة إيران في اليمن الى العراق فسوريا. وحزب الله الذي نجح بدوره، في ازعاج اسرائيل في حرب الاسناد يخشى الحرب الشاملة، خصوصا انه غير مدعوم داخليا لاستيعاب هكذا حرب”.
وتابع: “من جهة ثانية، إسرائيل تريد ايضا وقف حرب الاستنزاف، على الجبهة الشمالية، إما بالوسائل الديبلوماسية، عبر وساطة المبعوث الاميركي هوكشتاين، والتي فشلت الى اليوم، وإما بتصعيد الحرب. في اعتقادي ان الاجتماع الذي حصل بين لودريان وهوكشتاين، قد يؤدي الى تسوية في الجنوب، وايضا نرى أن ارتفاع حظوظ هذه التسوية، دفع الى تحريك عجلة اللجنة الخماسية لحل الازمة الرئاسية”.
واعتبر أن” البديل عن الحرب الشاملة على لبنان بعد خطاب رئيس وزراء اسرائيل امام الكونغرس الاميركي في الرابع والعشرين من الجاري، ربما سيكون بضربة قوية ومفاجئة تتسم بالعنف التدميري على لبنان، تفرض على حزب الله القبول بترتيبات امنية تنزله عن شجرة التصعيد وقطع العلاقة بين حرب غزة وحرب الجنوب او الالتزام بوقف حرب الجنوب بعد تسوية غزة”.
وأردف:” من دون شك اليوم، ما يسمى مجموعة الضعفاء ، بايدن ماكرون إيران، في حاجة الى بعضهم البعض في مواجهة احتمال وصول ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة. في اعتقادي انه خلال زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة، إما سيستطيع إقناع الرئيس بايدن بدعمه، وإما سيلجأ الى مواجهة الرئيس بايدن مدعوما من الجمهوريين ومستفيدا من تقدم دونالد ترامب، سيحصل على دعم مطلق من الكونغرس، ويستغله لتحسين موقعه الداخلي. من هنا المعادلة اصبحت واضحة، كلما زادت حظوظ المرشح دونالد ترامب، ارتفعت معها حظوظ التصعيد على الجبهة الجنوبية، وصولا الى ضرب لبنان بما يتناسب مع حسابات رئيس وزراء العدو” .
عن نواب المعارضة وبياناتهم، وما ينقصها قال سكاف:” يبدو اننا في لبنان ندفع ثمن السكوت وتجاهل حجم التحذيرات الغربية والدعوات الى مغادرة الرعايا الاجانب لبنان، تجاهل حجم التحذيرات الدولية من قبل الرسميين اللبنانيين سيؤدي الى ما لا تحمد عقباه لبنانيا”.
أضاف: ” التحذيرات حملها هوكشتاين ونقلت بالبريد السريع الى حزب الله، وكان الرد بالرفض النهائي، ولكن ماذا اذا حصلت التسوية في غزة؟ يجب ان نبقى متيقظين وان نعمل جاهدين، ونحرك الديبلومسية اللبنانية لتفادي اي ضربة للبنان لانها ستكون موجعة وسندفع ثمنها لسنوات مقبلة”.
وردا على سؤال حول الوضع المسيحي ونتائج زيارة امين سر دولة الفاتيكان بارولين الى لبنان قال : “للاسف زيارة امين سر دولة الفاتيكان الى لبنان اعلن عنها على انها زيارة راعوية، بدعوة من منظمة فرسان مالطا، إلا أنها تحولت الى سياسية وانتهت بقمة روحية سياسية، وفي رأيي ان هذه الزيارة لم تحضر كما يجب، لذلك اتسمت الزيارة بصفة الارتجال من دون جدول اعمال وهذا ما ادى الى فشلها”.
وأشار الى أن “الفاتيكان حريص على صيغة لبنان التعددية ورسالته في المنطقة كملتقى حضارات، وقداسة البابا فرنسيس الرجل الرؤيوي المنفتح المتجرد تحرك وارسل امين سر الفاتيكان في زيارة استطلاعية، انطلاقا من المسلمات التي يعرفها الفاتيكان جيدا، وفي مقدمها ان المسيحيين في لبنان هم من مؤسسي الكيان اللبناني، بجهود البطريرك الياس الحويك، ومصدر قوة المسيحيين هو انتشارهم على كامل رقعة التراب اللبناني من بشري والقبيات الى رميش والقاع، وتعايشهم بوئام مع جميع مكونات الشعب اللبناني، وقوة المسيحيين كانت في الانفتاح والتلاقي ومد الجسور بين جميع مكونات الوطن”.
وتابع: “بارولين الذي زار لبنان تفاجأ بحقيقة مرة، رأى ان المسيحيين عادوا الى التقوقع والانعزال والاندثار وتلاشي دورهم الريادي وتحولوا الى قوى استلحاق واستزلام. ايضا ممثلوالاحزاب المسيحية انتقلوا بطروحاتهم في الموضوع الرئاسي من الأقوى داخل طائفته التي طبقت لمرة واحدة، الى طرح إيصال أضعف ماروني يخضع لشروطهم. وامين سر دولة الفاتيكان اكتشف أيضا ان القوى المسيحية الكبرى تتصدع وتتلهى في تعيينات ومحاصصات بينما يرى الفاتيكان، كما ابلغوني انه كان على القوى المسيحية تعويض “محدودية العدد بلا محدودية الدور، والكاردينال بارولين اكتشف ايضا، ان قانون الانتخاب المسخ الذي تمسك به المسيحيون بحجة تحقيق المناصفة الفعلية في التمثيل النيابي، حقق مناصفة شكلية وأسقط المعتدلين واحتكر التمثيل، ونتج عنه بروز ثنائية مسيحية متناكفة على غرار الثنائية الشيعية المتماسكة”.
<p dir=”RTL”>وتساءل سكاف عن” مغزى جمع القيادات الروحية من الطوائف كافة الى جانب رؤساء الاحزاب المسيحية الاربعة حصرا”، مشيرا الى انه “كان على بكركي إما توجيه الدعوة الى جميع رؤساء الاحزاب مع ضرورة تأكيد حضور الجميع تكريما للكارينال بارولين، وإما الاستعاضة عن الدعوة الموسعة بحصرها بالقادة الروحيين. وفي المناسبة لم استسغ مقاطعة المجلس الاسلامي الشيعي ولا الاسباب التي تم سوقها لتبرير هذه المقاطعة، ولا التبريرات اللاحقة”.
المصدر الوكالة الوطنية للاعلام